تاريخ الانقلابات العربية

عادت الانقلابات العسكرية إلى ساحتنا العربية بعد أن ظن البعض أن عهدها ولى مع اندثار الاتحاد السوفياتي
و انتهاء الحرب الباردة ، غير أن موريتانيا ذالك البلد العربي القابع خلف الصحراء الكبرى المنزوي بطابعه البدوي الافريقي كذب الظنون، و خرج عسكره في الالفية الثالثة ثلاث مرات فشلوا في واحدة و نجحوا في اثنتين. إنقلابات موريتانيا لا تحمل أي طابع ايديولوجي و إنما نزوة ضباط و حرب مصالح و هو ما يختلف نوعا ما عن باقي الانقلابات العربية (آخرها في السودان و الذي قاد الاسلاميين إلى الحكم).
عرفت سوريا أول إنقلاب عسكري في التاريخ المعاصر، قاده حسني الزعيم ضد الرئيس شكري القوتلي سنة 1949، سوريا حظيت بمغلب الانقلابات العسكرية إن لم تنافسها موريتانيا بالمقابل لم تشهد بعض البلدان العربية أي انقلاب عسكري كدول الخليج مثلا لاسباب متعلقة ببنيتها الاجتماعية و عدم نضجها السياسي خاصة في فترة الستينات و السبعينات، و للثورة النفطية و التي جعلت من الغرب يحرص على ضمان أمن و استقرار الانظمة الخليجية مادامت تتماشى مع مصالحها ........
لقد كانت منطقة الشرق الأوسط بؤرة للصراع الأمريكي السوفياتي، و كانت حرب استقطاب الانظمة في أشدها عموما فما عرفه العالم العربي من انقلابات شهدته أيضا امريكا الاتينية و افريقيا ...........
لقد كانت المخابرات الدولية في بعض الأحيان المحرك الاساسي لبعض هذه الانقلابات، صراع مصالح دفع ثمنه ارستقراطية و نخب محافظة و شباب ثائر و في بعض الأحيان متهور......
خلال فقرات ساحاول تلخيص وذكر مغلب الانقلابات التي شهدتها الدول العربية ، فلتتحروا بجميل الصبر فمعلوماتي استقيها فقط من الشبكة:
1--إنقلابات سوريا:
بعد استقلال سوريا من فرنسا، بدأت الاطماع الامريكية تتطلع إلى هذا البلد العربي، فعملت المخابرات الامريكية على دعم حسني الزعيم لتنفيذ انقلابه ضد الرئيس شكري القوتلي الذي تميز بسياسته الداعية للوحدة العربية و مناهضة اسرائيل....
في ليلة 30 آذار(مارس) 1949 قام حسني الزعيم بانقلابه متفقاً مع بعض الضباط، فاعتقل رئيس الجمهورية شكري القوتلي، ورئيس وزرائه وبعض رجاله، وحل البرلمان، وقبض على زمام الدولة وتلقب بالمشير. وألّف وزارة، ودعا إلى انتخابه رئيساً للجمهورية، فانتخبه الناس في 26 حزيران 1949 بنسبة 99.99 في المئة ، في سابقة من نوعها طالما تكررت بعد ذالك في بلداننا العربية فالانتخابات الرئاسية صارت مناسبات بيعة و ولاء....
إتجه حسني الزعيم إلى الولايات المتحدة الامريكية و عمل على إدخال شركاتها غلى البلاد و هادن الكيان الصهيوني مما ساعد في كره الناس له و ضعف شعبيته.
شهدت سنة 1949 ثلاث انقلابات متتالية قالزعيم لم يظل في الحكم سوى 139 يوما حتى انقلب عليه سامي الحناوي يوم 13 آب ( غشت) 1949 ونفذ فيه حكم الاعدام، غير أن سامي سلم السلطة للرئيس المدني هاشم اتاسي .
لم يدم انقلاب سامي الحناوي طويلا حتى قام الشيشكلي يوم 19 ديسمبر 1949 بانقلاب جديد، وظل الرئيس هاشم اتاسي في رئاسة البلاد في ما يعرف بالحكم المزدوج حتى 28 نوفمبر 1951حيث نفذ الانقلاب الرابع ليستلم أديب الحكم مباشرة بعد أن اتهم هاشم اتاسي و حزبه حزب الشعب بالخيانة و محاولة عودة الملكية للبلاد....
استمر حكم الشيشكلي حتى سنة 1954، تميز حكمه بنوع من الاستقرار و الاتجاه نحو بناء الدولة، بموازاة ذالك تم تقويض الحياة الحزبية حيث قام بحل الاحزاب و تقويض حرية الصحافة و محاربة التيارات السياسية الناشطة من إخوان و بعثيين...، إستقال أديب بعد تزايدالمعارضة الشعبية فترك السلطة و غادر البلاد. أعيدت الحكومة الوطنية وعادت الحياة الديمقراطية تدريجياً بعودة شكري القوتلي إلى السلطة و تميزت فترة حكمه الثانية بالوحدة السورية المصرية في إطار الجمهورية العربية المتحدة و التي ترأسها جمال عبد الناصر، هاذه الوحدة لم تستمر إذ قام الجيش السوري الرافض للسياسات الاشتراكية لحكومة الوحدة بانقلابه الخامس في 28 /9/ 1961 ليترأس البلاد مامون الكزبري حتى انقلاب حزب البعث الاشتراكي الثامن من أذار(مارس)1963.
في الثامن من آذار إجريت الانتخابات وقام البعثيون بتشكيل مجلس لقيادة الثورة اشتمل على مجموعة من الأعضاء العسكريين والمدنيين . تلا ذالك إنقلاب آخر نفذته اللجنة العسكرية في 23 شباط (فبراير) 1966 بقيادة صلاح جديد ومشاركة حافظ الأسد على القيادة القومية لحزب البعث من بينهم مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورثيس الجمهورية أمين الحافظ وقد تخلى بعدها صلاح جديد عن رتبته العسكرية ليتفرغ للسيطرة على حزب البعث وحكم سوريا بينما تولى حافظ الأسد وزارة الدفاع.
في عام 1971 قام حافظ الأسد بما يطلق عليه الحركة التصحيحية وقاد انقلاباً داخلياً أزاح من خلاله الرئيس نور الدين الأتاسي وعين مكانه الرئيس أحمد الخطيب لفترة انتقالية ، وبعدها بأربعة أشهر تم أجراء الأنتخابات الدستورية وتم انتخاب حافظ الأسد بموجبها رئيسآ للجمهورية.