بوجي شيخون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بوجي شيخون

اعطاء ما يريدة الشباب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نهاية التاريخ أم نهاية المثقف؟ سلمان بن فهد العودة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شيخون
Admin
شيخون


المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

نهاية التاريخ أم نهاية المثقف؟ سلمان بن فهد العودة Empty
مُساهمةموضوع: نهاية التاريخ أم نهاية المثقف؟ سلمان بن فهد العودة   نهاية التاريخ أم نهاية المثقف؟ سلمان بن فهد العودة Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 03, 2008 6:51 am


نهاية التاريخ أم نهاية المثقف؟(1/2)

سلمان بن فهد العودة 13/4/1426
21/05/2005

1- مثقف أم كاتب بلاط؟
لم أستطع أن أمسك خيطاً واضحاً في مجموع أطروحات الكاتب الأمريكي (فرنسيس فوكوياما) سوى خيط الولاء للإدارة الأمريكية.
فأطروحته الشهيرة في تمجيد الديموقراطية الغربية, وأنها نهاية التاريخ تعني: توقّف الحياة والإبداع والأشواق الإنسانية للمعرفة والترقي والطموح.
وإذا كان (فوكوياما) يقول بتواضع: إنه لا يملك نظرية كنظرية ماركس في التاريخ فلقد صدق، وكان تواضعه في محلّه، فمدار نظريته على إطراء النتائج المشهودة لتطورات السياسة الغربية.
ولا خلاف على جوانب من إنجازات النظم الديموقراطية، بيد أن هذا لا يعني أنها نهاية التاريخ.
وهجومه غير الموضوعي على الإسلام واعتباره (فاشية القرن الحادي والعشرين) كما في نيوزويك ( السبت 5 يناير 2002) يكشف عن تطابقه مع رؤية الإدارة الأمريكية في صناعة الإسلام وترسيمه عدواً للحضارة والحرية.
وهجومه على المجتمع السعودي الموصوف لديه بالتطرف, في الوقت الذي يعترف فيه بضعف وضحالة معلوماته عن هذا المجتمع... ليس سوى صدى باهت للحملة الإعلامية الرسمية, وشبه الرسمية على السعودية والعروبة والإسلام.
وتصويره بأن مشكلة الإسلام هي في التباسه بالسياسة, وحاجته إلى فصل الدين عن السياسة على غرار ما حدث في أوروبا هو ما تنادي به الإدارة الأمريكية من تفريغ الإسلام من محتواه السياسي.
وكنت أشعر بإشفاق حين أراه يقول: إن المشكلة لا ترتبط بعلاقة الإسلام بالغرب، بل بالمعركة داخل الإسلام نفسه...
بينما التقرير الذي نشرته مؤسسة (راند) والتي كان فوكوياما أحد أعضائها يوماً ما يؤسس لافتعال صراعات بينية داخل القوى الإسلامية، ومحاولته دعم أطراف على أخرى بحجة دعم الاعتدال والعصرنة.
ولست أدري إلى متى هذه الثقة لدى مثقف بأن الإدارة الأمريكية تمثل الشفافية والصدق والخير في مقابل محاور الشر العالمية؟!
وإلى متى تظل الجهود الجبارة لمقاومة الغلو إسلامياً, غير ذات جدوى ما دامت لا تتطابق مع الأجندة الأمريكية؟!
ولماذا في الوقت الذي يعلن فيه فوكوياما رفضه للتدخل الأمريكي في صياغة الإسلام ينجر (ضمن حديثه للأستاذ قاسم الذي نُشر في صحيفة المدينة في ملحق الرسالة) إلى تصنيف المسلمين الأمريكيين إلى مسلمين متطرفين تدعمهم السعودية، وهم من ذوي الأصول الأفريقية، وهذه عنصرية بغيضة، و اتهام لأبناء بلده...
وكان يمكن أن يتهم الإدارة بتصعيد الخلاف الفكري، وتحويله إلى تهم قانونية، وهذا مؤكد في حالات عديدة.
بينما يطالب بنسخة معاصرة...
ما هي مقاييس الخطأ لدى ( فوكوياما) في تدخل الإدارة الأمريكية في أفغانستان؟
ثم في العراق؟
هنا لم يأت الحديث قط عن حقوق الإنسان ولا عن حريات الشعوب، وإنما كان الخطأ وفق معيارية مرتبطة بالسياسة الأمريكية ذاتها ومصالحها.
لماذا الحديث عن التدخل الأمريكي في مناطق مختلفة من العالم على أنه (ضلوع في مسألة أمنية)، وأن هذا يسوّغ استثناء الجنود الأمريكان من المحاكمة الدولية؟
لم نفترض أن الأمن القومي الأمريكي هو المحور الوحيد الذي يرسم السياسة, وأنه يمر عبر عواصم العالم؟
ولم نفترض أن السياسة هنا هي التدخل.. بينما يقول فوكوياما: إنه ضد استخدام القوة؟!
2- حرب الإرهاب أم حرب الإسلام؟
إن دوائر كثيرة في الغرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تتجه إلى إيجاد صورة من الصراع مع العالم الإسلامي، خاصة دول الارتكاز, ومن المؤكد أن الغرب يعي هذا الانتقاء ومَن وراءه.
لقد بدأ الغرب بملاحقة ما يسميه بالإرهاب في أفغانستان ثم العراق، ثم وسع الدائرة إلى رسم مستقبل معاقبة لمجموعة من الدول الإسلامية، ثم بدأت الرؤية الغربية - بشكل كبير - تتجه إلى شمولية الصراع، وملاحقة الرؤية الإسلامية التي سجلت في أحداث الحادي عشر من سبتمبر رفضها لهذا العمل تحت مفهوم ينطلق من مبدئية ومصلحية الإسلام.
هذا التحضير لشمولية الصراع مع مجموعة القوى الحضارية الإسلامية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية تحاول دوائر في الغرب سياسية وإعلامية وثقافية واقتصادية أن تبحث عن مسوّغ يمكن أن يستوعبه عقل الفرد الغربي.
وهنا تحاول هذه الدوائر أن تقدم صياغةً مناسبةً عن المفهوم والفكرة الإسلامية لتعبئة العقلية الفردية في الغرب؛ لتقبُّل هذا الصراع الذي من المؤكد أنه يتجه لغير صالح الغرب، والذي سيكون مسؤولاً عن مستقبل أكثر مرارة ومفاجأة من تصرف خاص وقع في الحادي عشر من سبتمبر.
إن استدعاء صراع القوى الحضارية بين العالم الإسلامي والغرب يعني تعقيد المشكلة الغربية التي يصعب عليها أن تستوعب مرارة المواصلة في مرحلة ربما تكون الخيارات الإسلامية أكثر تأثيراً فيها!!
ومع هذا فإننا ندرك أن هذا الصراع لا يصنع الأفضل لكل الأطراف.
إننا هنا يجب أن نحترم أمانة التاريخ، وأن نقرأ الأمور بجدية أكثر، وربما كانت مجموعة القوى الغربية المفضلة لهذا الخيار تركض وراء الوهم، أو تفضل مشاهدة نشوة الغرور.
إن الغرب حين يتصرف كقوي مستبد، فإنه يقول للآخرين: يجب أن تتصرفوا كمستبدين أقوياء، وهذه مصادرة لمنطق الفضيلة والعقل.
لقد استعملت دوائر إعلامية وثقافية في الغرب تبرير هذا الخيار في عقلية الفرد الغربي بأن الأزمة التي بدأ الغرب يواجهها إنتاج للصناعة الثقافية والاقتصادية الإسلامية المتداولة في دول الارتكاز الإسلامي المهدِّدة لوجود الغرب وحضارته حسب نظر هذه الرؤية الصاعدة في الغرب.
ونحن نفضل –اهتداءً بهدي سائر أنبياء الله– ألاّ يكون هذا خيارنا الأول، بل أن يكون هناك حرية لإعطاء الفرد الغربي مساحة من الحياد والهدوء يحاول أن يعرف بها الإسلام.
3- حقيقة عادلة:
لا شك أن واقع المسلمين اليوم ليس هو المفهوم الذي رسمه الإسلام تماماً، وأن الإسلام رسالة متعالية عن الازدراء، والظلم، وصناعة الشر، وهذا معنى شمولي يفترض أن يسمح لكل فرد في الغرب أن يتعرف عليه.
ومع هذا فإننا نعي أن واقع المسلمين -وإن لم يكن تماماً- هو الإسلام فمن المؤكد أن الإسلام مطبق في واقع المسلمين في شريحة لا تحدها دولة أو لغة، بل هي معتبرة بمفهوم الإسلام الصحيح الوسطي الخالد.
ومن الأمانة والعقل أن نعترف بمظاهر كثيرة من الخطأ في الواقع الإسلامي، لكنها بكل تأكيد لا تمثل كل هذا الواقع، وأيضاً فهي قابلة للمعالجة والتصحيح، والغرب حين يتحدث عن مفهوم سيئ في واقع المسلمين يجب أن يدرك أنه ربما يتحدث عن أنموذج مختار يناسبه، أو يمارس نوعاً من التحريف للحقيقة، والمزايدة على الوهم حين يتحدث عن أنموذج فاضل، لكنه لا يعترف له بذلك، ومن المهم هنا أن يتأكد الغرب أنه ليس يصنع شيئاً لصالحه.
إن مفهوم التعامل الإسلامي مع الغرب يجتمع في آيتين من كتاب الله يدرك حقيقتهما أصحاب العلم، والوسطية في العالم الإسلامي، هما قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين*إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم و ظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)[الممتحنة:8ـ9].
هذا المفهوم هو الحقيقة العادلة التي رسمها القرآن الذي يؤمن به جميع المسلمين وإن كان بعضهم قد يخطئ في فهمه، لكن من المهم ألاّ نصنع الجو المناسب لهذا الخطأ.
إن منطق العقل يقف ضرورةً لاحترام هذا المفهوم العدلي في التعامل، ومن المؤكد أن الغرب على مستوى القرار لا يمتلك ولو مجرد رؤية معتدلة في التعامل مع العالم الإسلامي.
من الأفضل أن يعي الغرب أن مظاهر الخطأ التي تقع في العالم الإسلامي، وإن كانت تتمتع بأسباب بيئية خاصة إلا أنه من المُدرك -حتى للفرد العادي- أن الغرب من صناع هذا الانحراف الذي قد يكون أزمة تواجه الغرب نفسه، بل هذه حتمية قادمة في ظل هذه الممارسة الغربية لورقة الصراع، وهنا يجب أن يدرك الغرب أن المجتمعات الإسلامية ستكون متسامحة بشكل عفوي، وربما متعاطفة مع كل أشكال المواجهة والعداء للغرب دون امتلاك فرصة كافية لقراءة التصرفات وصوا بيّتها.

http://www.islamtoday.net/pen/show_a...8&artid=564 7
نهاية التاريخ أم نهاية المثقف؟(2/2)

سلمان بن فهد العودة 20/4/1426
28/05/2005



4/ كهنوت السياسة والاقتصاد:
الدور البائس الذي لعبه رجال الكنيسة ضد الفرد في المجتمعات الغربية في القرون الوسطى يلعبه اليوم بشكل أكثر سحقاً للفرد الغربي مجموعة من رجال السياسة، وبعض الفصائل الفكرية الغربية، وكثير من مؤسسات المال والاقتصاد والإعلام التي لا تمتلك معرفة كافية بقوانين الوجود، وحركة النظام الكوني، بل تتصرف تحت رؤية خيالية أشد وهماً من تلك المواعدات التي رسمها رجال الكنيسة والبابوات.
الحرية الغربية يشكلها الأقوياء فقط في الغرب، والذين يولدون يتجهون نحو الأقوى في التأثير، ومن المؤكد أن هؤلاء لا يمتلكون خيارات كافية، ومن المؤكد أن الأقوى ليس بالضرورة هو الأفضل.
لقد أنتجت الحضارة الغربية المعاصرة ليس للفرد الغربي فحسب، بل لقطاع عريض في العالم مجموعة من الإيجابيات في حركة التطور والصناعة والتقنية والتقدم العلمي في علوم الطبيعة والتجربة والتخطيط، وإن كانت كثير من دوائر القوة والسيطرة في الغرب تحاول المحافظة على التخلف الذي تعيشه دول العالم الإسلامي في هذه المفاهيم وما شاكلها، وتطلب ثمناً باهظاً لتقديم اليسير لدول العالم الإسلامي، ومع هذا التقدّم فقد أبقت الحضارة الغربية فراغاً واسعاً في مفاهيم كثيرة ضرورية لحفظ الفضيلة والعدل، تلك التي حاول الفلاسفة الغربيون في عصر التنوير أن يشكّكوا في مصداقيتها، وجاء الواقع الغربي اليوم نتيجة لهذه الفلسفة التي تعالج هذه الفراغات بتهمة وهميّتها، وعدم التأكد من ضرورة وجودها، وكان أخص هذه المفاهيم قانون الثقافة والتفكير، ونظام المجتمع التي عالجها الغرب بفلسفة ( الحرية ) تحت سلطة (العلمانية).
إن العلمانية تُستعمل في الغرب سلطة وليست مفهوماً معالجاً، وهكذا هي في الرسم الفلسفي لها، لكن كثيراً من المجموعات الغربية ولاسيما الثقافية تريد أن تتحدث عن العلمانية كمفهوم راقٍ، مؤهل لحل مشاكل العالم كله، وأن على المسلمين أن يستوعبوا هذا الحل ويؤمنوا به كضمان لتطورهم، وصلاحيتهم للبقاء كما يفترض (فرانسيس فوكوياما)، وكأنه نسي أن الغرب حين صدّر العلمانية أو فرضها في بعض الدول الإسلامية أوجد أزمات من الارتكاس والتخلف، ولم يستنكر الغرب الاستفادة التي اقتبستها العلمانية في بعض البلاد الإسلامية من العقلية الشيوعية في فرض الذات والاستبداد والدكتاتورية، وربما كان هذا شكلاً من العلاقة معقولاً في فلسفة الغرب!!
وإن كنا ندرك أن العالم الإسلامي ليس أرضاً صالحة للعلمانية مهما كانت الظروف؛ لأنه لا يعاني مشكلة مع الدِّين كما عانى ويعاني الغرب.
صحيح أن هناك مشاكل نسبية مصدَّرة إلى الغرب، لكن بكل تأكيد فإن الغرب يصدر للعالم الإسلامي مشاكل أكثر عمقاً، وأيضاً فإن من السذاجة والوهم أن يُفترض أن المشاكل الملحة في الغرب مصدرة من العالم الإسلامي.
إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر يجب ألاّ تتحول إلى سلطة تحاصر التفكير والعقلانية في قراءة المشكلة التي تواجه الغرب.
يقول أحد فلاسفة الغرب: إن كل إنسان يمكن أن يكون مفكراً حراً.
وربما كان يتحدث عن حقيقة مهمة، وهي: أن كل إنسان يمكن أن يتعرف على الحقيقة.
بدون شك المجتمع الأمريكي يشكل سوقاً مفتوحة للأفكار كما يقول (فوكوياما)، ولكن الأقوى من الفكر هي مؤسسات الضغط، والتأميم الغربية السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، التي تتمتع بتقاطع في المصالح خاصة في حركتها داخل المجتمع الغربي المستهلك، وإن كانت قد تكون قـادرة على التوحّد في الحركة الخارجية إلى حد ما.
إن الفرد الغربي هنا يعيش تحت سلطة هذه المجموعة الساحقة لخياراته الخاصة.
صحيح أن الفرد في الغرب يشعر بنوع من التعدّديّة في الاختيار، لكنها خيارات محدودة فرضها تصارع القوى المنتجة داخل المجتمع الغربي، وفي دائرة اللاوعي فإن الفرد الغربي لا يتمتع بحرية خاصة، بل يبقى أن الخيارات الثقافية والاجتماعية مفروضة عليه باسم الحرية، والحقيقة أنها مجموعة من السلطات المتعددة المستبدة، وربما كانت الكنيسة أكثر هدوءًا وعفوية في استهلاك الفرد لصالحها.

5/ غطرسة القوة والشر:
إن الغرب يعيش مشكلة ملحَّة في داخله هو عاجز عن قراءتها، وهنا من الأفضل أن يصرف جهوده المزعومة لمعالجة مشكلة العالم الإسلامي إلى قراءة مشكلته الخاصة التي لم يكن العالم الإسلامي يوماً طرفاً فيها بإقرار الغرب نفسه.
إن الغرب عاجز عن استيعاب ذاته، كما هو عاجز عن استيعاب الآخرين.
حينما يفترض الغرب أن شرط صلاحياتك للبقاء ألاّ تكره الغرب ومفاهيمه الخاصة التي تتجه لسحق الآخرين، في حين أنه يمارس صناعة الأزمة المصعِّدة لمفهوم العداء ليس عند المسلمين فقط، بل هذه ظاهرة مشاهدة في القوى العالمية القائمة، فهو يطرح معادلة من الصعب على كل قوانين العلم والعقل أن تستوعبها أو تحترمها.
إن كراهية الغرب ليست أزمة صنعها المسلمون، بل ثمة مؤثرات متعددة في هذا الواقع.
وكثير من المجتمعات والشعوب في العالم كله تكره الغرب، وحتى تلك الدول التي قد تتأثر ببعض الأنماط السلوكية الغربية تبقى على تقاطع مع الغرب في مفاصل أكثر أهمية.
ومن المهم أن يدرك المفكرون هناك أن شيئاً من مظاهر الإعجاب بالغرب لا تعني الإيمان به بكل تأكيد, وأن وجود مطاعم (ماكدونالد) التي لفتت نظر (فوكوياما) في المغرب لا تعني الكثير!
العالم بشتى دياناته يعيش ظاهرة عامة من الكراهية للغرب وحتى التجمعات اللادينية تراهن على هذا الخيار، ومن المفضّل أن نحافظ على تذكر تجربة الغرب مع الاتحاد السوفيتي الذي لم يكن يشكل مفهوماً دينياً.
والغرب يرى لنفسه حق كراهية الآخرين، ووصفهم بالشر، وصناعة مشاريع للصراع معهم، لكنه يختار أن تبادل الشعور بينه وبينهم يُعدّ جريمة من الضروري أن يصدّق عليها كل العالم تحت قانون "إن لم تكن معي فأنت ضدي"، وهذا القانون يفترض أن يؤمن به الغرب نفسه حين يُقدمه له العالم الإسلامي أو غيره من القوى الحضارية التي تفضِّل حتى الآن أن تتمتع بوجودها وسيادتها فقط، لكن الغرب في صراعه يتحرك تحت مفهوم تعطيل حركة الوجود لهذه القوى أياً كانت آلية الوصول إلى هذا الهدف ودرجتها الأخلاقية.
ربما من المشكل في العقلية الغربية أنها عقلية ذاتية مطالِبة، من الصعب أن تستوعب خيارات الآخرين ومطالبهم، وليس سراً أن الغرب يكره القوى الحضارية المنافسة له، وفي مقدمتها العالم الإسلامي الذي قد تكون خطواته أكثر سرعة في ممارسة تعويق الاستبداد الغربي.
إننا لم نطالب الغرب يوماً ما ألاّ يكرهنا إذا كان يفضل ذلك، ونفضل أن نتركه يمارس خياراته، لكننا نطالب أن يكون هناك قدر من الأدب الأخلاقي.
والإسلام يستوعب التعامل مع الغرب، لكن المشكل أن مفهوم الحرية في الغرب لا يستطيع أن يستوعب التعامل مع الإسلام؛ لأن العلمانية تمارس سلطة يرسمها الأقوياء فقط في الغرب، ويصعدون لها ويحاولون إقناع العقلية الفردية في الغرب بها، تحت مواعدة قادمة في تصفية قوى الشر والإرهاب، كما يردّد الساسة وكثير من رجال الثقافة والفكر والإعلام هناك، لكن من المهم أن نؤكد للغرب في شتى طبقاته ومستوياته أننا قد نبدو بسطاء، لكن من الجيد أن يفهم الغرب أننا لسنا كذلك، وأننا نتمتع بدرجة كافية من الذكاء. إن الغرب قد يصنع للعالم الإسلامي من حيث لا يريد ما عجز عن الوصول إليه.
وإذا كان الغرب يعتقد أنه خرج من عصر الظلمات من قرون قريبة، فإننا تجاوزنا عصر الظلمات منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، وإننا في الوقت نفسه نفضل خيار التعامل بالعدل، والاتجاه للإصلاح البشري، ومعالجة الفساد والشر بشرط أن يكون لدى الغرب استعداد للاستماع إلى الحل الإسلامي المعتدل الذي هو رسالة الخير التي نحبها لكل الناس في العالم، ونبي الإسلام أرسل رحمة للعالمين، ويقول كما في الرواية الواردة عنه في كتب السنة الصحيحة: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة" فأي ضمان يمكن أن تقدمه رسالة للآخرين أرقى من هذا المفهوم؟!
ومن الأفضل هنا أن يراجع الغرب موقفه في أخلاقيات التعامل مع القضايا الإسلامية.
من وجهة نظرنا هذا هو الحل، ويبدو أنه حل يتسم بالاعتدال والعقلانية، ومن الأفضل أن نحترمه جميعاً، وأن نتجاوز المزايدة على الإسلام والمجتمعات الإسلامية لصناعة الصراع؛ لأن الغرب هنا بكل تأكيد يتصرف بغباء.
إن قُرّاء الفلسفة الغربية يدركون أن ثمة مشكلة كامنة في العقلية الغربية وهي سيطرة عقلية الصراع، وفرضها على الفرد الغربي للمشاركة والتفاعل معها، لكن من المهم أن يدرك الغرب أن الصراع يقود إلى النهاية والحتمية، وهذا بكل تأكيد لا يستطيع الغرب التعامل معه واستيعابه.
إن من أهم أسس الحضارة السماح للفرد فضلاً عن المجتمع بممارسة الخيارات الثقافية والاجتماعية، لكن الدوائر المتسلطة في الغرب غير مستعدة أن تمنح المسلمين هذا الحق حتى في تفسير الإسلام، فهي تريد أن تملي صياغة خاصة في مفهوم الإسلام، من أهم أسسه المحافظة على سيادة الغرب، وتسخير العالم الإسلامي حتى على مستوى العواطف والولاء له.
هذه سطحية في قراءة الغرب لمشكلته وأزمته ونمط علاجها، ومن المهم أن يُدرك أنه يفكر ويتصرف بغباء ، ويتحرك إلى مصير مجهول.
إننا نتطلع -من وحي رسالة الإسلام- أن نساعد الغرب في قراءة مشكلته والبحث معه عن الحل الذي يتسم بالعدل والعقلانية، لكن نبدو غير متشائمين حين يختار الغرب الخيار الثاني الذي لن يكون المسلمون مؤهلين لصناعته, لكنهم مؤهلون للتعامل معه.


http://www.islamtoday.net/pen/show_a...8&artid=567 8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pooooogy.yoo7.com
 
نهاية التاريخ أم نهاية المثقف؟ سلمان بن فهد العودة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بوجي شيخون :: منتديات العامة :: منتدي التاريخ-
انتقل الى: