يا ضحايا العبارة المصرية لكم الله!!

نعم .. صدر حكم المحكمة المصرية بتبرئة المتهمين بغرق العبارة المصرية التي غرقت قبل فترة
وعلى مرآى ومسمع من أهالي الضحايا تمت تبرئة مجرمي العبّارة المصرية ..وضجت المحكمة بصراخ ذوي الضحايا .... نعم التاريخ يعيد نفسه ... فالنظام المصري مازال كما هو نظاما مجرما معاديا للإسلام منذ
1924 . وأنا أقرأ هذا الخبر المخزي ..عادت بي الذاكرة إلى واقعة حدثت في أغسطس عام 1966 م ..هي حادثة إعدام شهيد الإسلام ((سيد قطب )) ورأيت من اللازم علي أن أسرد هذه القصة لأبين التشابه بين المشهدين ..وأعرض الحقيقة الواضحة ..أن الإسلام هو عدو الغرب ومن تبعهم من أذناب العرب .

فــــمع الحـــــادثة ...

ألقي القبض على سيد قطب في يوليو 1965 م ... وكان عمره 60 عاما وكان لم يمضي على خروجه من السجن سنتان ..وكان مريضا بالذبحة الصدرية وقيل إنه كان يعيش برئة واحدة .. وأدخل السجن الحربي وحكم عليه بأن يوضع في زنزانة انفرادية .. ما التهمة ؟؟ هناك عدة تهم على هذا الرجل
أولا ... أنه قال لا إله إلا الله في وجه الظلم والظالمين
ثانيا... أنه فسر القرآن بما لا تهواه أنفس أرباب النظام الظالم
ثالثا... أنه أبى أن يتنازل عن حرف مما كتبه .

وكان الفصل شتاء عندما دخل البطل إلى الزنزانة الإنفرادية ... ويروى أن هذه الزنزانة لم تحتوي على سرير ..وكانوا يضعون بطانية على فتحة الباب السفلية لكي تحافظ الزنزانة على برودتها.
وجعلوا مكب النفايات أمام زنزانة هذا العملاق.. ومكث سنة كاملة في هذه الزنزانة...!
وبعدها تم عرضه أمام محكمة صورية كمحكمة عمر المختار رحمه الله .. وحكم عليه فيها بالإعدم
وطلب من القاضي شربة ماء فأبى القاضي أن يسقيه ... وكان واقفا على رجليه فطلب من القاضي أن يجلس وهو مريض بالذبحة ..فقال القاضي باستهزاء : ((مثلك يحرم عليه الجلوس)) ويا ل السخرية
حين تعرف ما اسم هذا قاضي كان اسمه (الدجوي) أي الذي لا يجود الزمان بمثله
ألقاب مملكة في غير موضعها ............ كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
وقيل له أنه سيخفف عنه حكم الإعدام إن هو كتب في الصحف أنه كان عميلا لأمريكا ولهذا أرسلوا إليه أخته التي حكم عليها بعشر سنين... لتقنعه بالعرض المغري ..فماذا قال الأسد الشهيد ؟؟؟؟
قال كلمة واحدة وسألها متهكما ..(أتريدينني أن أكذب وأقول أنني عميل لأمريكا ..لم أكن عميلا لأمريكا ولكني كنت عميلا لواحد فقط هو الله) ثم قال لها ( يا حميدة! إني هذه الساعة قد دعوت الله أن يرزقني الشهادة .أبعد هذا تريدينني أن أتراجع عن الله!!)

وفي هذه الأثناء أراد زعيم باكستان وبعض زعماء الدول المجاورة أن يبعثوا بوفودهم إلى مصر بغية تخفيف الحكم عن سيد قطب ..فما كان من القيادة المصرية وقتها إلا أن أصدرت قرارا بإعدام الشهيد قبل الفجر أي قبل مجيء الوفود تحسبا أن لا ينفذ الحكم ....!

وفتحت الزنزانة قبل الفجر بساعة وطلب منه السجان إخراج متاعه من الزنزانة مدعيا أن هناك تغييرا في الزنازين وأنه سينقل إلى زنزانة أخرى ... فما كان منه إلا أن قال نعم سأخرج من هنا ولكن ليس إلى زنزانة أخرى ..وإنما إلى جنات ونعيم ..) فعجب السجان وسأله :كيف عرفت ؟ قال الشهيد (لقد رأيت رسول الله الليلة وأنا نائم وهو على حصان أبيض ونزل عن فرسه ومد يده وصافحني وشد على يدي وقال لي: هنيئا لك الشهادة يا سيد)

وذهب به إلى سجن الاستئناف وكان السجن قد أحيط بالمدافع والعساكر والحراسة المشددة !!
نعم هذه هي مهمة الجيوش العربية ..مهمتها أن تحرس النظام ..ولا شيء غير النظام
ليست مهمتها قتال الباغي والمعتدي وإنما مهمتها قتال الشعوب المسلمة !!

وكان القانون وقتها لا يسمح بتنفيذ حكم الإعدام لمن تجاوز الستين .. ولكن القيادة استثنت هذا الرجل
قوانين وضعت من بشر وحذفت من بشر !!! فأين قوانين الله لتحكم !! أين الإسلام ليمحو هذا العار؟؟
والله إناه لفتن يصير الحليم فيها حيرانا ..والله لينصرن الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ..
فلتترقب شعوب الأرض ميلاد الإسلام من جديد.

وجاء السجان ليضع القيد على الأسد ..فأخذ الشهيد القيد وقيّد نفسه وقال أتخشى أن أفر من جنات ربي؟) ووقف على طبلية المشنقة ووضع الحبل بنفسه حول عنقه وأطلق صرخة الحق قائلا ..في ساعة
كان للظلم فيها صولته وقال اللهم إني مغلوب فانتصر) وفاضت روح الشهيد إلى بارئها
ومات المفكر العظيم صاحب تفسير (في ظلال القرآن ) و(المستقبل لهذا الدين ) و(معلم في الطريق )و(هذا الدين ) و(خصائص التصور الإسلامي) و( السلام العالمي والإسلام) و( أمريكا التي رأيت)
وغيرها من الكتب التي تزخر بها المكاتب ويتلقفها المسلمون من جميع أقطار الأرض ..لتعلن سنة الكون الثابتة أ، الحق لا يخبو نوره مهما حجبته الظلمات ..ومات شهيد الكلمة وحق لي أن أسميه بهذا الاسم
فقد ضحى لأجل كلماته ..وما خرج شبرا عن مقولته ..(إن كلماتنا تبقى عرائس من الشمع حتىإذا متنا من أجلها عاشت ودبت فيها الحياة) ....

وتزامن إعدامه مع الإفراج عن أربعة من الشيوعيين وهم : علي صبري ، سامي شرف ، محمد فائق ، فريد عبد الكريم
وهذا مشابه لما حصل مع ..مجرمي العبارة ..في الوقت الذي تضج به السجون بالشباب المسلمين لا تهمة لهم إلا أنهم قالوا ..لا إله إلا الله!

ويحضرني قول الشاعر
ما كان في ماضي الزمان محرما . . . . . . . . اليوم في هذا الزمان مباح
صاغوا نعوت فضائل لعيوبهم . . . . . . . . . . فتعذر التمييز والإصلاح
فالفتك فن والخداع سياسة . . . . . . . . . . وغنى اللصوص براعة ونجاح
والعري ظرف والفساد تمدن . . . . . . . . . والصدق جرم والرياء صلاح

نعم هذا هو واقع العالم العربي اليوم ..وهذه هي الحكومات العربية ..
الظالمون يسرحون في النعيم والحصانة السياسية ...والمستضعفون يلهثون وراء لقمة العيش ..
هذا ما تريده أمريكا من أتباعها .. وهذا ما يقوله مفكرونا المسمومون المرضى بداء التبعية للغرب
(الإسلام لا يصلح للحياة .. والرأسمالية هي الآلهة المعبودة ) ألا قاتل الله المال! وقاتل الله المادية

أيها الإخوة والله إنها لحرقتي على ما آل إليه المسلمون من ذل
وإنها لحرقتي على الواقع الخالي من خيمة الإسلام ..تضربه شمس المادة الحارقة فتذهب عقول التاس وتحرفهم عن الجادة ...

في النهاية هذه صرخة في وجه كل غيور على المسلمين وأعراضهم ودمائهم ..إقرأوا التاريخ وانظروا إلى العصور التي كان الإسلام فيها له السيادة ..وقارنوها بحالنا ..إقرأوا كتب هذا الشهيد البطل لتعرفوا ما هوا الإسلام